والخبيث اسم يقع على جميع ما حرم الله، والطيب اسم يتناول جميع ما أحله الله وأعجبك مخاطبة الواحد، والمراد الجماعة، ومجاز الكلام أن الخبيث لا يساوي الطيب، وإن كان على حال يعجب ويسر.
وقال الله تعالى: (وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) أي: لا تأخذوا الحرام من أموال اليتامى بدلا مما أحل من سائر الأموال.
الثاني: الكافر، قال الله: (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) يعني: الكافر والمؤمن، والخبيث والفاجر، قال اللَّه: (وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ) من الرجال.
وهذه الآية منسوخة بالإجماع، ونزلت في الوقت الذي نزل فيه قوله: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً) وقد علمنا أن النبي - ﷺ - كان طيبا من الرجال فينبغي أن تكون أزواجه طيبات [لقضية] اللَّه بذلك في هذه الآية.
وفي قوله. (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً) دليل في أن الزناة ليسوا بمؤمنين في أسماء الدين التي هي على جهة المدح، ولو كانوا مؤمنين على ما تقول المرجئة، لكان هذا التحريم يجب أن يعم هؤلاء الزناة كما عم المؤمنين لاجتماعهم في هذا الاسم الذى أجري اللَّه التحريم عليه في قوله: (وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فلما كان هذا ناقضا لحكم الآية موجبا أن يكون حلل فيها ما حرم فيها ذلك على أن الزناة لا يدخلون في هذا الاسم