الأول: قالوا هو بعثة الرسل وإنزال الكتب، قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وقوله: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) وهذه الرحمة العامة المبتدأه بالدعاء والبيان، والوجه أن يقال: أنه أراد أن بعثة للرسل وإنزال الكتب نعمة من الله على عباده، والرحمة من الله النعمة.
الثاني: الجنة، قال: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ) وقال: (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ) وقال: (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ) وقوله: (أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ) وهي خاصة للمؤمنين جزاء لأعمالهم، وقال أبو علي رضي اللَّه عنه: الرحمة والفضل هنا هو الثواب.
الثالث: المطر، قال: (يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) وقوله: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ) يعني: المطر.
ْالرابع: الرزق، قال: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) وقيل: وينشر رحمته يعني: رزقه، وقال: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ) وقال: (ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا) وقال: (آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) ويجوز أن تكون هذه كلها بمعنى النعم والرزق داخل فيها.
الخامس: النبوة، قال: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) وقال: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ).
السادس: الرحمة، قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [أراد]: (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ) فقدم وأخر؛ لأن الناس كلهم......