الروح
أصل الريح، والرُّوح والرَّوح، والراحة واحد؛ وإنما الريح فعل، والروح فعل والراحة فعلة، ولرائحة فاعلة، وقد يجيء فاعلة في أسماء الأفعال، مثل العافية.
وأصل الكلمة من الطيب، وذلك أن الريح تطيب الهواء، والروح يطيب به الجسد، والرائحة أصلها في الطيب ثم استعملت في النتن، ، والأريحية طيب النفس بالبذل، وقيل: الراحة، لأن العيش يطيب معها، والطيب في الأصل فيما يستنشق، وإنما قيل: طيب النفس بالبذل.
والراحة طيب العيش على وجه التشبيه، والريحان معروف سمي بذلك لطيب ريحه، والريحان الرزق؛ لأن من وجده استراح؛ ولأن النفس تحبه كما تحب الريحان.
والروح في القرآن على ستة أوجه:
الأول: على ما قيل الرحمة، قال تعالى: (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) أي: قولهم برحمة منه، والوجه أنه أراد بالروح هاهنا القرآن، وسماه روحا؛ لأنه يوصل به إلى المنافع كما يوصل الروح، والشاهد قوله: (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) والتأييد التقوية، ومعنى التأييد بالقرآن أنه أبطل به حجج خصماء الدِّين، وثبت حجج أهله به؛ لما عجز الناس عن الإتيان بمثله.
الثاني: جبريل - عليه السلام -، قال: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا) وقيل الروح هاهنا خلق كالإنسان، وقيل: هو ملك يقوم على يمين العرش، وقوله: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) يعني: جبريل - عليه السلام - على قلبك بالقرآن، وخص القلب لأنه موضع الحفظ، ولو قال: عليك لم......


الصفحة التالية
Icon