الثالث: بمعنى الخبر، جاء في التفسير عن ابن عباس أن قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ) أنه يعني: ألم تخبر، وذلك أن حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف سارا إلى مكة، فقال المشركون: هذان [حبرا] اليهود، وأهل العلم بالكتب فاسألوهما عنكم وعن محمد أيكم خير فسألوهما، فقالا: إنكم خير منه أنتم أهل هذا البيت وذاك صابئ فأنزل: (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا).
وقوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ) معناه ألم تخبر بذلك، وهذا أيضا يرجع إلى معنى العلم، لأنه إذا أخبر به فقد علمه، ويجوز أن يكون تعجيبا منهم كما تقول لصاحبك: ألم تر إلى فلان كيف أُحسن إليه ويجفو بي ونحو ذلك