السوء
أصله المكروه ومنه قولهم: دفع الله عنك السوء؛ ثم استعمل في الحزن؛ لأن الحزن مكروه، فقيل: ساءه الأمر، والدليل على أنه يراد به الحزن أنهم يجعلونه خلاف السرور، فيقولون: ساءه ذلك، وسره هذا، وقوله: (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي: يتبين فيها أثر الحزن.
والسوء في القرآن على ثمانية أوجه:
الأول: الشدة، قال الله: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) وقال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ) أي: شدته.
الثاني: المكروه، قال: (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ) أي: بمكروه، وقال: (وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ) قوله: (وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) وقوله: (إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا) أي: مكروها، وقيل: المراد القتل والهزيمة.
الثالث: جاء بمعنى الزنا، قال: (مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) وهذا راجع إلى المكروه؛ لأن الزنا مكروه.
الرابع: البرص، قال الله: (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)


الصفحة التالية
Icon