كلاما حسنا؛ لأن القول هو الكلام، وليس زيد هو القول، ورفع السلام الأخير، كأنه قال حين أنكرهم: هو سلام إن شاء الله، فمن أنتم ولو كانا جميعا نصا لجاز.
الثالث: الثناء الحسن، قال تعالى:: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) وقوله: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) أراد الثناء الحسن عليهم، ويجوز أن يكون أراد قول المسلمين عند ذكر الأنبياء عليهم السلام.
الرابع: السلامة من الشر، قال اللَّه: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) وقال: (فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) أي: إنك ترى لهم ما [تحب] من السلامة، وقد علمت ما أعد لهم من الجزاء، كذا قال الزجاج، وليس بالوجه؛ لأنه ليس على مقتضى لفظ الآية.
والصحيح أنه أراد أن لك من إيمانهم وطاعتهم لله الخير عند اللَّه، لأنَّهُم آمنوا بدعائه وهدايته، " ومن سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها " أي: مثل أجره، ويجوز أن يكون المراد أنك مسرور بثوابهم فجعل سروره....
الخامس: بمعنى تسليم الشيء إلى صاحبه، قال: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ) وكذلك قوله: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ) أي: قد سلمت إليكم فخذوها مهنأة، ويجوز أن يكون معناه ادخلوها مع السلامة من الآفات، والسلام والسلامة واحد مثل الضلالة والضلال، والجلالة والجلال.
السادس: التحية، قال: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ) أي: يدخل الملائكة عليهم مسلمين مهنئين، ونحوه قوله: (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)......