الصلاح
الصلاح نفع يلتئم به الأمور، والإصلاح تقويم العمل على ما ينفع بدلا مما يضر؛ والفساد ضر تضطرب به الأمور، والإفساد تقويم العمل على ما يضر بدلا مما ينفع.
ْوأما القبح فهو المنكر في النفس من جهة زجر العقل (١)، والفرق بين فساد التفاحة بتعينها وفساد الإنسان بخطيئته؛ أن أحدهما تزجر عنه الحكمة، والآخر لا تزجر عنه على أنه قد حدث ما ينافي في المنفعة به.
والصلاح في القرآن على سبعة أوجه قالوا:
الأول -: الإيمان؛ قال الله عز وجل: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ). قال: (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) يعني: المؤمنين، وقال تعالى: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
الثاني: المنزلة الرضية؛ قال الله: (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) قال بعض أهل التفسير: تصلح منزلتنا عند أبينا، ومثله: (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) أي: في المنزلة الرضية عند الله. ويجوز أن يكون المراد إنا نتوب فيما بعد ونكون من الصلحاء، وقيل: الصلاح في قوله: (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) العفة وليس أن من لم تكن عفيفة لا تزوج؛ وإنما أراد الحث على الصلاح.