الظلال
يجوز أن يقال أصل الظل: الدوام، ومنه يقال: ظل يفعل كذا؛ أي: دام يفعله، ويجوز أن يكون أصل الظل: الستر، وظل الليل: ظلمته لأنها تستر كل شيء، وهو بالغداة وما طلعت عليه الشمس ثم زالت فهو فيء، لأنه فاء من جانب إلى جانب، والفيء الرجوع. وهو في القرآن على وجهين:
الأول: جمع ظل، قوله: (وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) جاء في التفسير أن الكافر لا يسجد لله، ومثله؛ يسجد على كره منه، والمراد أن الحال يتصرف بالظل لدوران الشمس وتنقلها من مكان إلى مكان؛ وفيه دليل على الخالق؛ فجعل ذلك سجودا؛ لأن حال السجود أبين، والغدو هنا اسم للوقت، وأصله المصدر، والآصال جمع أصيل، وهو العشي، وقال بعضهم: الظل ما يستراح إليه.
الثاني: جمع ظلة؛ قال اللَّه: (فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) وهي جمع ظلة، مثل: قلة، وقلائل.
وأما قوله: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) و: (ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ) ومعناه دخان جهنم، واليحموم الأسود، وأراد أنه يغشاهم فيسترهم؛ فسماه ظل لأن الظل الستر.


الصفحة التالية
Icon