مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) وقوله: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) فسألوا عن القدر الذي تنفقون، فقال: ما يفضل عنكمْ ويسهل عليكم إنفاقه تنفقونه؛ وهو قليل لتنالوا به الكثير من الثواب.
الثاني: الترك؛ وهو قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) أي إلا أن [يتركن لكم ما يجب] لهن من [نصف] الصداق أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح يعني: الزوج، وعفوه أن يعطي المهر كاملا وليس هو الولي؛ لأنه ليس للولي أن يترك من مهر المرأة شيئا، ومثله قوله: (فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ) وقوله: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ).
الثالث: العفو عن الذنب؛ قال الله: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) وفي هذا دليل على أن الأنبياء يذنبون؛ لأنه إذا لم يكن ذنب لم يكن عفو ولكن ذنوبهم صغائر (١).