الأول: فساد العيش؛ قال تعالى: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) أي: فسد عيشه في الجنة، أخبرنا بذلك أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد رحمه الله، عن أبي عمر الزاهد، عن ثعلب، وأصل الغي الفساد على ما ذكرنا؛ فإن قيل: أنتم تزعمون أن صاحب الصغيرة لا يقال إنه عاص قولا مطلقا، وقد قال الله ذلك لآدم، وكذلك وصفه إياه بأنه غوى؟ قلنا: إنما قال ذلك مضمنا بالقصة التي عصى فيها، فكان ذلك كالتقييد، فكأنه قال: [إنه عصى في كذا وأخرى]؛ فإن اليد يطلق في عبده إذا عصاه ما لا يجوز أن يطلقه فيه غيره.
الثاني: فساد الطريقة في الدين؛ قال تعالى: (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ).
الثالث: العذاب؛ قال: (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) أي: عذابا؛ وإنما سُمي العذاب غيا لأنه مجادلة على الغي، وقيل: غي وادٍ في جهنم.