الفرار
أصله من الخفة والسرعة، ومنه قيل: رجل فرفار إذا كان خفيفا كثير الكلام، والفرفار: شجر يتخذ منه القصاع خفيف الوزن، والفرير والفرار ولد البقرة الوحشية سمي بذلك لخفته وسرعته، وفررت الدابة؛ إذا فتحت فاه لتعرف سنه؛ لأنك إذا فتحت فاه وقفت على سنه بسرعة من غير تعذر.
والفرار في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: التوبة؛ قال اللَّه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) أي: توبوا إليه ولا تعدلوا عن سبيله، وإنما عبر عن هذا المعنى بالفرار، لأن من يفر إلى الإسلام لا يعرج إلى غيره.
الثاني: الهرب؛ قال الله: (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ).
الثالث: الكراهة؛ قال: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) أي: تكرهونه.
الرابع: ترك التعرج؛ قال الله. (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) أي: لشغله بنفسه لا يعرج على أخيه.
الخامس: التباعد؛ قال اللَّه: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا) أي: تباعدا مني ومما أدعوهم إليه.