الفتح
أصله الكشف والتبيين، يقال: فتح لي فلان القول في هذا الباب؛ أي: بين، والفتوح الأمطار؛ لأنها تكشف القحط، والفتح: الحكم، والفاتح الحاكم؛ قال: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) وفتح الباب وفتح البلد يكون بحرب وبغير حرب، وإنما الفتح للظفر بالمكان؛ فإذا ظفر به فقد فتحه حارب عليه أو لم يحارب.
وهو في القرآن على ثمانية أوجه:
الأول: القضاء، قال اللَّه: (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا) وقال: (افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) وقال: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ) أي: يوم القضاء، وهو دعاء لإنزال العذاب بهم لأن ذلك حق؛ فكأنهم قالوا: أنزل بهم ذلك ليفصل بيننا وبينهم، والقضاء والحكم إنما هو للفصل، ويجوز أن يكون المعنى أن اكشف أمرنا حتى ينفتح ويظهر أن الحق معنا.
الثاني: الهداية إلى الإسلام؛ قال: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) وقيل عني: فتح الحديبية، والحديبية بئر فسمي المكان بها، وقيل: هو فتح مكة وليس ذلك بالوجه؛ لقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) وذلك