وقال قطرب: بل معناه أكبر منها؛ وهو الذباب وما يجري مجراه، ولا يقال: هذا حمار وفوق الحمار، أو نملة فوق النملة؛ بمعنى أصغر من ذلك، وإنما يكون ذلك في الصفات، يقال: هذا صغير وفوق الصغير.
ورد آخرون ذلك، وقالوا: قد يقال: هو حمار وفوق الحمار، كما يقال: هو ضغير وفوق الصغير ليس بين الصفة والاسم في هذا فرق.
الثاني: بمعنى أفضل؛ قال تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) والمعنى ما يفعل الله بهم من الخير ويعطيهم من الثواب أفضل مما بذلوه من البيعة يوم الحديبية.
وقيل: يد اللَّه في الوفاء فوق أيديهم، وقيل: يد اللَّه في المنة عليهم حين هداهم فوق أيديهم، وتلخيص هذا أن نعمة الله عليهم فيما هداهم له من الإيمان فوق إجابتهم الرسول وطاعتهم له واليد النعمة.
وقال الضحاك: يد الله عليكم في الثواب فوق أيديكم في النصر.
الثالث: بمعنى أكثر؛ قال الله: (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ).
الرابع: أرفع في المنزلة؛ قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وهكذا قوله: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) أي: هم أرفع منزلة.
الخامس: بمعنى على؛ قال: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) أي: رفع الأغنياء على الفقراء في اليسار، ثم قال: (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فأخبر أنه فعل ذلك لتطرد أمور الدنيا والخير بعد ذلك، والخيرة فيما عنده.
السادس: قوله تعالى؛ (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) أي: من أعلى الوادي، وذلك من علو بعض الأرض على بعض من غير أن يكون له سمك ظاهر.