الله رفيع؛ لأن الرفيع مختص بعلو المكان والعلي مشترك بين علو المكان وعلو الشأن، ومن جهة القدر والاقتدار، وفي الرفع أيضا معنى الزوال، رفعته أي: أزلته إلى فوق، ومنه يقال ارتفع الشيء إذا زال وذهب، وقال بعضهم: العلي هو الجليل بما يستحق من ارتفاع معاني الصفات.
السادس: الكبرياء وهو بمعنى الغلبة والسلطان، قال الله: (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ) يعني: السلطان والملك والغلبة، وقوله: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يعني: الملك والسلطان.
السابع: كبر ثقل، قال الله: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ) أي: ثقل، وحقيقة المراد به أنه ينال منك منال الحمل الثقيل من حامله، وذلك أن الكبر في أكثر الحال ثقيل.
الثامن: من الطويل، قال: (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ) قالوا معناه الطويل واستعمال الطول والكبر والثقل والعظم في الأعراض توسع إلا أن استعمال بعض هذه الصفات في بعض الأعراض أشهر، فلهذا قالوا: إن الكبر في الضلال بمعنى الطول، والمراد أنه ضلال يستمر صاحبه عليه ولا يفارقه.