اللغو
أصل اللغو الصوت، وسواء كان له معنى أو لم يكن بمعنى، ثم سمي ما يتكلم به كل جيل لغة، وأصلها لُغْوة، كما قيل: [إن بك قِدَةٌ]، والأصل قِدْوَةٌ ومثال هذا كثير، ثم قالوا: لغو الطائر ثم لما رأوا ذلك صوتا لا معنى له، جعلوه أصلا في كل شيء لا معنى له، فقالوا لغى فلان يلغوا؛ إذا تكلم بكلام لا معنى له، ومنه قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ) أي: عارضوه بكلام لا معنى له لشغلوه به عن قراءته؛ ثم سموا المسقط الملغي لغوا؛ لأنه في سبب ما لا معنى له، وقيل: ألغيت الشيء إذا أسقطته، وقال جرير:
ويسقط بينها المرئي لغواً كما | كما أَلْغَيْتَ في الدِّيَة الحُوارا |
واللغو في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: اللغو في اليمين، قال اللَّه: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ) قالوا: هو قول لا والله، وبلى والله، مما يقوله الرجل ولا يعتمده، وقيل: هي اليمين الكاذبة التي يرى صاحبها أنه صادق فيها، وليس فيها كفارة ولا إثم، وقال