أي: لم يفعل ذلك مجازاة ليد أسديت إليه إلا طلبا لثواب اللَّه، والآية نزلت في أبي بكر - رضي الله عنه - حين أعتق بلالا.
الرابع: قوله تعالى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) أى: الوجه الذي يريده اللَّه، وجاء في التفسير أنه أراد فَثَمَّ القبلة وخص المشرق والمغرب في هذه الآيه؛ لأنهما أشهر الجهات، وأراد ما بين المشرق والمغرب وذلك الدنيا كلها، والمراد أن الجهات وما فيها للَّه فأينما تستقبلوا من الوجوه المأمور باستقبالها فَثَمَّ الوجه الذي تتقربون به إلى اللَّه، وقيل: أراد فأينما وليتم وجوهكم وكونوا قاصدين للوجه الذي أمركم الله تعالى به فإذا عرفتم الكعبة فلتكن العرض، وإن لم تفعلوا به في ظلمة أو غيرها فالتحري لإصابتها، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) على عباده غير مضيق عليهم، وهذا مذهب الكوفيين، وقال الشافعي: من اجتهد فصلى إلى جهة ثم عرف أن القبلة غيرها استأنف، وفي هذه الآية كلام كثير وليس ذا موضع ذكره.


الصفحة التالية
Icon