عل معاودة مثله، وقوله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ). الاستغفار هاهنا التوبة وإنَّمَا فصل بينهما للتوكيد، وتكرر الألفاظ على المعنى الواحد توكيد، و: (ثُمَّ) على هذا التأويل بمعنى الواو، وهو قول الأخفش.
ويجوز [أن يكون] قوله: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ). أي: استغفروه استغفارا بعد استغفار، وعن علي عليه السلام أنه قال: الحمد للَّه ثم الحمد للَّه أي: الحمد للَّه مرة بعد أخرى.
ويجوز أن يكون المراد: أنكم كلما ذكرتم الذين استغفروا منه، ويجوز أن يكون المعنى: أن استغفروا مما مضى وتوبوا مما تواقعون في المستقبل.
والفرق بين الاعتذار والتوبة؛ أن التوبة ندم على ذنب تقر بأنه لم يكن لك في إتيانه عذر، والاعتذار إظهار ندم على ذنب تذكر أنه كان لك في إتيانه عذر.
الثاني: الصلاة، قال الله تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)، وقال: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) هكذا جاء في التفسير.
ويجوز أن يكون معناه أنهم يصلون الليل ويستغفرون بالأسحار، فجعل استغفارهم بالأسحار دليلا على صلاتهم بالليل ولم يذكرها.
وقالوا في قوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، أنه يعني: يصلون كذا قيل.
ويجوز أن يكون المراد أن الله لا يبعث عليهم العذاب الذي طلبوه في قوله: (أَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ)، وأنت فيهم وليس بالصلاح لك ولهم أن يأمرك بالخروج عنهم ولا ينزل بهم العذاب أيضا، ومنهم من يتوب في المستقبل. والاستغفار التوبة.
قال مجاهد: يستغفرون يسلمون أي: في المستقبل.