ومن العجب وقل من سلم منه، ومن المزاح ودني المكاسب.
وأن يصون بصره عن الالتفات إلا لحاجة، ويديه عن العبث بهما إلا لضرورة، وأن يزيل نتن إبطيه وما له رائحة كريهة به ويمس من الطيب ما يقدر عليه.
وأن يلازم الوظائف الشرعية من قص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية ونحوها. وأن يكون ساكن الأطراف متدبرا في المعاني القرآنية، فارغ القلب من الأسباب الشاغلة إلا إذا أحتاج إلى إشارة للقارئ فيضرب بيده الأرض ضربا خفيفا أو يشير بيده أو برأسه ليفطن القارئ إلى ما فاته، ويصبر عليه حتى يتذكر وإلا أخبره بما ترك.
وأن يحسن هيئته ولتكن ثيابه بيضاء نظيفة، وليحذر من الملابس المنهي عنها ومما لا يليق بأمثاله.
وأن يراقب الله في سره وعلانيته ويعول عليه في جميع أموره. وأن لا يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه.
وأن يصلي ركعتين إذا وصل إلى محل جلوسه، ويتأكد له ذلك إن كان مسجدا، ويستحب له أن يوسع مجلسه ليتمكن جلساؤه فيه، ويظهر لهم البشاشة وطلاقة الوجه ويتفقد أحوالهم، ويسأل عمن غاب منهم ويسوي بينهم إلا أن يكون أحدهم مسافرا أو يتفرس فيه النجابة أو نحو ذلك.
وليقدم الأول فالأول فإن رضي الأول بتقديم غيره قدّمه ولا بأس بقيامه لمن يستحق الإكرام من الطلبة وغيرهم.
وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن إليه بحسب حاله ويكرمه وينحيه ويرشده إلى مصلحته ويساعده على طلبه بما أمكن ويؤلف قلبه ويتلطف به ويحرضه على التعليم ويذكره فضيلة الاشتغال بقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية ليزداد نشاطه ورغبته.
ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها ويجريه مجرى ولده في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ولا يكره قراءته على غيره ممن ينتفع به.


الصفحة التالية
Icon