والمقصود «بلحون العرب»: أي القراءة التي تأتي حسب سجية الإنسان وطبيعته من غير تصنع، ولا قصد إلى الألحان والأنغام المبتدعة المأخوذة من المقامات الموسيقية وهي التي تذهب برونق القرآن إلى الغناء، والتي تجعل القارئ والسامع بدلا من أن يتفكر في المعاني يذهب فكره إلى التطريب والنغمات الموسيقية بذلك يذهب بعيدا عن
المقصود حتى أنك ترى أن القارئ يذكر آيات العذاب والنار والسامع يسر ويطلب الإعادة من القارئ مرات ومرات، نسأل الله ألا يحشرنا في زمرة من أصبح القرآن حجة عليهم، آمين.
٣ - إجماع الأمة، منذ نزل القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مجودة سليمة، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، وهذا أمر لازم لا بدّ منه، فمن خالف ذلك وهو يعلم فهو آثم لا شك، ورحم الله ابن الجزري إذ يقول:

والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة وزينة الأداء والقراءة
س ٩٦ ما هي الطريقة الصحيحة في تعلم القرآن؟ وما هي طرق الأخذ عن الشيوخ وعلماء هذا الفن؟
ج: لا شك أن أصح الطرق في تعلم القرآن هي تعلم أحكام التجويد، وهي التي فصّلها أصحاب الفضيلة العلماء، والواجب على المتلقي معرفة هذه القواعد جيدا وإتقانها، وذلك يتطلب تطبيقات عملية لهذه الأحكام، ولا تصح طريقة أخذها من مصحف أو شريط أو كتاب تجويد بمعزل عن شيخ محقق متقن يلقّن المتلقي حكما حكما، وهذا ما أوصى به كل علماء هذا الفن.
وطرق الأخذ عن أهل هذا الفن تكون بالجلوس بين يدي متقن - كما قلنا - ثم سماع قراءته ثم القراءة عليه، ليسمع ثم يصحح الأحكام، حتى إذا أتقن المتلقي حكما أجازه المعلم ثم ينتقل إلى حكم آخر، وهكذا حتى يصل به معلمه إلى باقي الأحكام كما أنزلت من السماء. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon