التجني والافتراء - وهذا التنجيم قد يكون ليبين للمؤمنين خطأهم وتعيدهم إلى الصواب في الفعل والسلوك، كقوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة: ٢٥ - ٢٧]. وأوضح مثال للتدرج في التشريع تحريم الخمر وهي حبيبة إلى قلوب العرب، وتشكل جزءا من موقفهم الوجودي، ولعلك تذكر قول طرفة:
ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى | وجدك لم أخفى متى قام عودي |
فمنهن سبقي العاذلات بشربه | كميت متى ما تعل بالماء تزيد |
٩٠ - ٩١].
والحكمة الرابعة: تأكيد إعجاز القرآن والإشارة إلى أن مصدر القرآن هو الله سبحانه وتعالى فعلى الرغم من طول تأليفه وتعدد موضوعاته، لم يتباين نسجه ولم يختلف سبكه، فهو مشتق مترابط، وفي ذلك دليل على أنه معجز خارق لكلام البشر صادر عن الربوبية التي تنزهت عن كلام البشر باختلافه، وعدم تناسبه انظر في هذا المبحث وهو (من علوم القرآن) محاضرات في الدراسات الإسلامية للدكتور:
عمر عبد الواحد.
٦ - في احترام المصحف وتقديسه:
يقول دكتور سيد إسماعيل في كتابه «البيان في علوم القرآن»: ليس فيما نرى