(٥) أرجو به أن ينفع الطّلّابا والأجر والقبول والثّوابا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يصل إلى إتقانها الكبير قبل الصغير في هذه الأيام التي نحن فيها وذلك منقول عن شيخنا الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة سيدي وأستاذنا الشيخ نور الدين علي بن عمر بن حمد بن عمر بن ناجي بن قيس المهي - رضي الله عنهم - ونفعنا الله بعلومهم، وذي الكمال، صاحب الكمال والمقصود بالكمال هنا الأخلاق الفاضلة المتعلقة بالخالق والمخلوق، لأن الكمال لا يوصف به إلا الله تعالى، فإن كان للأنبياء أو الصالحين فهو بشرى، داخل في دائرة الأخلاق الفاضلة.)
(٥) وأرجو: أي آمل وأتمنى أن ينفع الله تعالى بهذا النظم وهو تحفة الأطفال، والطلابا: بضم الطاء جمع طالب، أو جمع طالب بفتح الطاء مبالغة في طالب، والطالب يشمل المبتدئ والمنتهي والمتوسط وهو المريد المتقدم، وفي الحقيقة أن كلا من القارئ والمقرئ والمبتدئ منهما والمنتهي والمتوسط الكل شريك في الخير، والكل طالب للعلم، لقول النبي - ﷺ -: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد» وقوله:
«طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة».
والأجر والقبول والثوابا، أي أرجو به أيضا الأجر وهو مقدار من الجزاء في نظير العمل، وهذا ما أورده الشيخ محمود رفاعة عنبر الطهطاوي في التحفة العنبرية المقررة على طلبة معهد القراءات بمصر، وهذا الكتاب قام بضبطه وتصحيحه محمد عبد الله مندور مستشار علوم القرآن بالأزهر.
والقبول: وهو ترتيب الغرض المطلوب الداعي على دعائه كترتيب الثواب على الطاعة والإسعاف بالمطلوب. والثوابا: وهو مقدار من الخير يعلمه الله تعالى يتفضل به على من يشاء من عباده في نظير أعمالهم الحسنة، وهناك فرق بين الأجر والثواب، وقيل: إن الأجر: ما كان في مقابلة العمل، والثواب: ما كان تفضلا وإحسانا من الله تعالى، وقد يستعمل كلا منهما بمعنى الآخر والله أعلى وأعلم، وقد قال الناظم «الثوابا» للإطلاق الذي هو مد الصوت.


الصفحة التالية
Icon