(١٤) والرابع الإخفاء عند الفاضل | من الحروف واجب للفاضل |
لأن النون الساكنة والتنوين بعد قلبهما ميما ووقوع الباء بعدها وإخفائها فيها يكونان شبيهين بالميم الساكنة التي بعدها وهو الإخفاء الشفوي الذي سيأتي الكلام عنه في مكانه إن شاء الله تعالى.)
(١٤) أي والرابع من أحكام النون السكانة والتنوين- وهو آخر حكم يتعلق بهما - هو الإخفاء وهو لغة: الستر. واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول هنا النون الساكنة والتنوين، وفي الإخفاء الشفوي الميم الساكنة. فالإخفاء لا يتحقق إلا بأمور ثلاثة كما يظهر من التعريف، وهي:
١، ٢ - النطق بالنون أو التنوين في الإخفاء الحقيقي، وبالميم في الإخفاء الشفوي بصفة بين الإظهار والإدغام.
٣ - غنة من جنس الحرف الواقع بعده بحيث يلحظ ما بعد الغنة منها نفسها.
وسبب الإخفاء الحقيقي هو عدم التقارب بين النون الساكنة والتنوين وبين حروف الإخفاء الحقيقي كلها حتى يدغما، وعدم تباعدهما عنها كلها حتى يظهرا.
وسبب الإخفاء الشفوي التجانس بين الميم والباء مما يؤدي إلى سهولة النطق.
وسمي الإخفاء إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بحرف من حروف الإخفاء، وسمي إخفاء النون الساكنة والتنوين حقيقيا لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره، واتفاق العلماء على تسميته كذلك دون الإخفاء الشفوي، ومن الملاحظ أن كلا من الإظهار الحلقي والإقلاب والإخفاء الحقيقي يتحقق مع النون الساكنة في كلمة وفي كلمتين وبعد التنوين، وأن الإدغام بقسميه لا يتحقق مع النون الساكنة إلا من كلمتين فقط وبعد التنوين. وأن الإظهار المطلق لا يتحقق إلا مع النون الساكنة في كلمة واحدة.
وقوله «عند الفاضل» أي الباقي من الحروف الهجائية بعد إخراج أحرف الإظهار الحلقي والإدغام بقسميه بغنة وبدونها والإقلاب «وهو خمسة عشر حرفا» لأن الحروف ثمانية وعشرون حرفا، تقدم منها ستة للإظهار الحلقي، وستة للإدغام