(٣) (محمّد) وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبّه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ، وهو لا ينافي حديث مسلم «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» وعلة اعتراض الشيخ زكريا - رحمه الله - على المصنف على أنه لم يذكر السلام وذلك لأن إفراد الصلاة عنه مكروه كعكسه لاقترانهما كما قلنا في قوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً والجمع بين الصلاة والسلام هو الأولى والأفضل والأكمل، ولو اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة، فقد أورده جماعة من السلف منهم الإمام مسلم في أول صحيحه.)
(٣) (محمد): هو اسم من أسماء النبي محمد وهو في القرآن الكريم في أكثر من موضع نحو قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، ويقال لمن كثرت خصاله الحميدة: محمد، وسماه جده عبد المطلب في سابع ولادته لموت أبيه قبل ولادته، فقيل له: لم سميته محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك فقال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض، وقد تحقق رجاءه، (وآله): هم مؤمنوا بني هاشم، وبني المطلب على الأصح، (وصحبه): بفتح الصاد يجوز فيها الكسر، وهي اسم جمع لصاحب، والصحب غير الآل، والآل مختص بذوي الشرف، والصحب اسم جمع كركب للراكب وهو اختيار سيبويه، وقيل: جمع صاحب، وهو مختار الأخفش، والصحيح في حد الصحابي أنه من لقي النبي - صلّى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ومات على الإيمان من غير ردة، (ومقرئ القرآن) العامل به، وقيل: معلم القرآن، (ومع محبه) أي مقرئ القرآن أو القرآن، وقيل (محبه) أن الضمير فيها راجع إلى القرآن، وهو صادق بعموم أهل الإيمان، وقد ذكر الشيخ زكريا نفس هذه المعاني، والحقيقة أنه أعم من أن يكون قارئا أو غيره لأن المرء مع من أحبه، وقيل: الضمير في محبه راجع إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - وهو في غاية من البعد.
فائدة: قد وقع اختلاف بين أكابر الأمة في أن النبوة أفضل أم الرسالة، ولكل وجهه إذ النبوة المجردة من حيث التوجه إلى الله تعالى، وأخذ الفيض منه سبحانه وتعالى أولى من حيث التوجه إلى الخلق وإيصال الفيض إليهم إلا أن الرسول من حيث إنه كامل مكمل أفضل من النبي من حيث إنه كامل مع أن الرسالة لا تنافي


الصفحة التالية
Icon