(١١) ثمّ لأقصى الحلق همز هاء... ثمّ لوسطه فعين حاء
(١٢) أدناه غين خاؤها والقاف... أقصى اللّسان فوق ثمّ الكاف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(١١) (ثم لأقصى الحلق): أي بعد ذلك بعد الجوف مما يلي الصدر حرفان وذكر الهمزة والهاء، وهنا نلاحظ أنه يتكلم عن الحلق والحروف التي تخرج منه والتي تسمى بالحروف الحلقية لأنها تخرج من الحلق وهي ستة حروف: همز وهاء، وعين، وحاء، وغين، وخاء، ثم حدد الناظم من أين يخرج مخرج كل منها من الحلق، وهذه دقة في تحديد المخارج فبدأ بأقصى الحلق أي لأبعده من الفم وهو موضع لخروج كلا من الهمز والهاء.
(ثم لوسطه) ووسط الشيء محركه ما بين طرفيه كأوسطه وهنا تحديد لمخرج العين والحاء، أي يخرج كل منهما من وسط الحلق بالتحديد، وقد نص أبو الحسن ابن شريح على أن الحاء قبل العين، وهو كلام المهدوي وغيره.)
(١٢) ثم بدأ الناظم - رحمة الله عليه - يكمل باقي الحروف التي تخرج من الحلق بتحديد موضع خروجها من الحلق، فأشار إلى أن أدنى الحلق أي أقرب الحلق إلى الفم وهو أوله من جانب الفم مخرج غين وخائها، وإضافة الخاء إليها لأدنى ملابسة، وهي المشاركة في الحروف الهجائية أو فى صفة الحلقية أو في الاتصاف بالمعجمة، وتقديم الغين على الخاء هو مختار سيبويه أيضا وعليه الشاطبي وتبعه الناظم، ونص مكي على تقديم الخاء على الغين وقال ابن خروف النحوي إن سيبويه لم يقصد ترتيبا فيما هو من مخرج واحد فهذه ثلاثة مخارج لستة أحرف وتسمى - كما أشرنا من قبل - هذه الحروف حلقية، لخروجها من الحلق في الجملة، وهذه الحروف تجمع في أوائل كلمات قوله: «أخي هاك علما حازه غير خاسر» وفي أوائل كلمات قوله: «إن غاب عني حبيبي همني خبره»، وقد أشار إليها مجموعة الجمزوري في قوله:
همز فهاء، ثم عين حاء... مهملتان، ثمّ غين خاء
وقوله (أقصى اللسان): أي آخره مما يلي الحلق، والمراد به أيضا أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى، (ثم الكاف) ثم انتقل بعد تحديد مخرج الحروف التي)


الصفحة التالية
Icon