(١٥) والنّون من طرفه تحت اجعلوا والرّا يدانيه لظهر ادخلوا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله وهو في رواية ورش عن نافع المدني، وقد اكتفى بها عن همزة الوصل أي والضاد تخرج من طرف اللسان - كما قلنا - مستطيلة إلى ما يلي الأضراس من أيسر أي أيسرها وهو أكثر وأيسر أو من يمناها وهو قليل وعسير أو منهما وهو أقل وأعسر، وقيل: كان عمر - رضي الله عنه - يخرجهما منهما.
(واللام أدناها لمنتهاها) أي ومخرج اللام أقرب الحافة وأولها إلى نهايتها أو إلى منتهى طرفها، والمقصود هنا مخرج اللام من أول حافة اللسان مع ما يليها من الحنك الأعلى إلى آخرها، قال سيبويه: فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية، واللثة:
بضم فتخفيف مثلثة الأسنان، والثنية: مقدم الأسنان، والضاحك: كل سن تبدو من مقدم الأضراس عند الضاحك، والحاصل أن مخرج اللام ما دون أول إحدى حافتي اللسان، وذلك لأن ابتداء مخرج اللام أقرب إلى مقدم الفم من مخرج الضاد وينتهي إلى منتهى طرف اللسان وما يحاذي ذلك من الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية وليس في الحروف أوسع مخرجا منه.
فائدة: اعلم أن الأسنان على أربعة أقسام: منها أربعة تسمى: ثنايا، ثنتان من فوق وثنتان من تحت من مقدمها، ثم أربعة مما تليها من كل جانب واحدة تسمى:
رباعيات، ثم أربعة كذلك تسمى أنيابا ثم الباقي تسمى: أضراسا، منها أربعة تسمى:
ضواحك، ثم تسمى: اثنا عشر طواحن، ثم أربعة نواجذ، ويقال: لها ضرس الحلم وضرس العقل، وقد لا توجد في بعض أفراد الإنسان.)
(١٥) (والنون تخرج من طرفه) بدأ الناظم - يرحمه الله - يحدد من أين مخرج النون فحدد ذلك وقال: «تخرج من طرفه» أي من طرف اللسان، وبالتحديد من طرفه تحت مخرج اللام مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، وقوله: (اجعلوا) أي واجعلوها أيها القراء تحت اللام قليلا، وقيل فوقها قليلا وهو أضيق من مخرج اللام، وقيل النون مبتدأ بتقدير مخرج، (ومن طرفه) خبره، (وتحت) ظرف (اجعلوا) ومفعوله محذوف أي اجعلوا النون تحت اللام.
(والرّا يدانيه لظهر أدخلوا) أي أنه من أدنى اللسان من ظهره أدخل من النون


الصفحة التالية
Icon