..............................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والتفشي، والاستطالة، وسوف نجد في هذه الأبيات أن الناظم - رحمه الله - سوف يبدأ بالكلام عن الصفات التي لها ضد، وهو يذكر جملة من هذه الصفات ثم يذكر ضدها، وإنني سوف أشرحها - بإذن الله - حسب ورودها في الأبيات ثم أجملها لك - يرحمك الله - وألخصها لك في ترتيب جيد بحيث يسهل عليك درسه بطريقة الصفة وضدها. وقد بدأ الناظم بصفة الجهر: وهو لغة الإعلان، واصطلاحا: حبس النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج، وهو ضد الهمس، وحروفه ما سوى حروف الهمس، وحروف الجهر تسعة عشرة، وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الهمس العشرة، وسميت هذه الحروف جهرية للجهر بها وقوتها وانحباس النفس معها عند النطق بها، ومن هنا يظهر الفرق بين الجهر والهمس فهو قائم على جريان النفس في الهمس، وانحباسه في الجهر.
ثم بعد ذلك ذكر صفة الرخو: وهي لغة: اللين.
واصطلاحا: لين الحرف لضعفه وجريان الصوت عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه، وحروفه ستة وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الشدة والتوسط، وسميت رخوية لضعفها وجريان الصوت معها حتى لانت عند النطق بها، فالفرق بين هذه الصفات الثلاث وهي الشدة والتوسط والرخو قائم على جريان الصوت وعدمه، فما جرى معه الصوت رخوى، وما انحبس معه الصوت شديد، وما لم يكمل الانحباس والجريان معه متوسط وحروف الهجاء مقسمة بين هذه الصفات الثلاث، فما كان من حروف (أجد قط بكت) سمي شديدا، وما كان من حروف (لن عمر) سمي متوسطا، أو بينيا وما لم يكن من هذه ولا من تلك سمي رخويا.
ثم بعد ذلك ذكر (مستفل) أي صفة الاستفال، وهي الصفة الثالثة بترتيب الجزرية، فالاستفال لغة: الانخفاض واصطلاحا: انخفاض اللسان بالحرف وعدم ارتفاعه إلى أعلى الحنك عند النطق به، وحروفه اثنان وعشرون وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروفه الاستعلاء، وسميت مستفلة لانخفاض اللسان في الفم وعدم ارتفاعه إلى أعلاه عند النطق بها، فالفرق بين الاستعلاء والاستفال قائم على-


الصفحة التالية
Icon