(٢٣) وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة و (فرّ من لبّ) الحروف المذلقة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لتوسط الصوت عند النطق بها وعدم كمال انحباسه كما في حروف الشدة، وعدم كمال جريانه كما في حروف الرخو.
ولم يعد أكثر الشارحين للجزرية هذه الصفة من الصفات، وهو ما خالفهم فيه الشيخ محمود علي بسة في كتابه «فتح المجيد - شرح كتاب العميد في علم التجويد» حيث قال: «لأنها صفة ذات تعريف وحروف كغيرها من الصفات». ومن ثم كان عدد الصفات عنده ثمان عشرة لا سبع عشرة كما يرون، (وسبع علو) بضم العين وكسرها أي والمستعلية سبعة أحرف يجمعها لفظ (خص ضغط قظ) والاستعلاء لغة:
الارتفاع. واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى بالحرف عند النطق به، وتسمى هذه الحروف مستعلية لاستعلاء اللسان وارتفاعه إلى الحنك الأعلى عند النطق بها، وصفة الاستعلاء ضد الاستفال، وقوله (قظ) أمر من قاظ بالمكان إذا قام به في الصيف (والخص) بضم الخاء المعجمة هو البيت من القصب، (والضغط) الضيق والمعنى أقم في وقت حرارة الصيف في خص ذي ضغط أي اقنع من الدنيا بمثل ذلك وما قاربه، واسلك طريق السلف الصالح وما وافقه، فقد جاء عن أبي وائل شقيق ابن سلمة وهو من أكابر التابعين من أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - نحو من ذلك، قال عبد الملك ابن عمير كان لأبي وائل خص من قصب يكون فيه هو ودابته فإذا غزا نقضه وإذا رجع بناه كذا ذكره أبو شامة - رحمه الله-، وقوله (حصر) أي جمعها بعضهم أي حروف الاستعلاء في هذه العبارة (خص ضغط قظ).
(٢٣) بفتح الباء من (مطبقة) ويجوز كسرها، ويتزن البيت بتنوين الثاني هكذا (ضاد) والرابع هكذا (ظاء)، والعلة في عدم تركيب هذه الحروف الأربعة المطبقة على قياس سائرها لعدم حصول معنى في تركيبها، لأن كل حروف ركبت لتكون حكما أصبح لها معنى في تركيبها، ولأن هذه الحروف إذا ركبت ثقل على اللسان النطق بها بخلاف غيرها، والحاصل أن حروف الإطباق أربعة: الصاد والضاد والطاء والظاء، وهي من جملة الحروف المستعلية.
والإطباق لغة: الإلصاق. واصطلاحا: إلصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه أربعة وهي: الصاد والضاد، والطاء، والظاء، على


الصفحة التالية
Icon