بعض المباحث الهادفة
١ - الفرق بين القارئ والمقرئ وآداب كلا منهما
القارئ:
هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، ومتوسط إن نقل أربعا أو خمسا، ومتنه إن نقل من القراءات أكثرها وأشهرها، ويجب عليه أن يخالص نيته ثم يجد في قطع ما يقدر عليه من العلائق والعوائق الشاغلة له عن تمام مراده، وليبادر في شبابه وأوقات عمره للتحصيل ولا يغتر بخدع التسويف فإنه آفة الطالب، ولا يستنكف عن أحد وجد عنده فائدة. وليقصد شيخا كملت أهليته وظهرت ديانته جامعا للشروط أو أكثرها. وليطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره.
وليكن حريصا على تعاهد محفوظاته ولا يعجب بنفسه ولا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها ويجب عليه أن يحترم شيخه ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على نظرائه، ويلزم معه الوقار والتأدب والتعظيم ويتواضع له وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا.
ولا يأخذ بثوبه إذا قام ولا يلح عليه إذا كسل ولا يشبع من طول صحبته وينقاد له ويشاوره في جميع أموره ويقعد بين يديه قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يشيرن بيده، ولا يغمزن بعينه ويتحرى رضاه وإن خالف رضا نفسه ولا يدخل عليه بغير استئذان إذا كان في مكان يحتاج إليه. ولا يفشي له سرا ولا يذكر أحدا من أقرانه عنده، ولا يقول له قال فلان خلاف قولك، ويرد غيبته إذا سمعها إن قدر فإن تعذر عليه ردها قام وفارق ذلك المجلس، وإذا قرب من حلقة الشيخ فليسلم على الحاضرين وليخص الشيخ بتحية ويسلم عليه إذا انصرف ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من إخوانه إيثار ذلك ولا يقيم أحدا من مجلسه فإن آثره لم يقبل إلا أن يقسم عليه أو يأمر الشيخ بذلك أو يكون في ذلك مصلحة للحاضرين ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة ولا بين صاحبين بغير إذنهما. وليتأدب مع رفقته وحاضري مجلس شيخه ولا يرفع صوته