(الذي) للمفرد والجمع «١».
وتمكن الداني من علم النحو، وتبحره فيه جعله من النحويين المرموقين، الذين يترجم لهم في طبقات النحاة، بل إن أبا حيان الأندلسي ينقل رأيه في موضوع لغوي.
فيقول:" وذهب الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات إلى أن وزنه- أي عيسى- فعلل" «٢».
رابعا: الفقه
نشأ الداني في قرطبة، التي يعتبر الأندلسيون عمل أهلها حجة في الفقه، فطلب الفقه في الأندلس، وفي مصر «٣»، ومما قرأه في الأندلس على شيخه الفقيه ابن أبي زمنين كتاب (المغرب في اختصار المدونة)، وكتاب (المشتمل في الوثائق)، وكتاب (منتخب الأحكام)، وهي من تصنيف شيخ الداني هذا «٤». ولا ريب أن الداني بلغ في الفقه مرتبة عالية، أدخلته في (الديباج المذهب)، و (شجرة النور الزكيّة)، وجعلت ابن الجزري يذكر الفقه مع العلوم التي برز فيها الداني «٥».
غير أنه لم يذكر أحد لنا شيئا عن نشاطه الفقهي، ولا حتى حدود دراسته الفقهية ومدى عمقها، وإن كنّا نرجّح أنه لم يتعدّ حدود مذهب مالك، لأنه يدعو صراحة في أرجوزته إلى اتباع مذهب مالك فيقول «٦»:

واعتمدن على الإمام مالك إذ قد حوى على جميع ذلك
في الفقه والفتوى إليه المنتهى وصحّة النّقل وعلم من مضى
وبعد، فللداني وراء ذلك اهتمامات علمية، ونشاطات تأليفية، في العقيدة وغيرها، وكان يقرض الشعر على قلة، ولعله يرى أن الإغراق في الشعر ينافي جلال العلم، واستقامة السيرة، مع أنه نظم عدة أراجيز، إحداها في أصول السنة والاعتقاد،
(١) جامع البيان: الفقرات: ٧، ١٦٩٠.
(٢) البحر المحيط ١/ ٢٩٧.
(٣) معجم الأدباء ١٢/ ١٢٧.
(٤) انظر فهرسة ابن خير: ٢٥١.
(٥) غاية النهاية ١/ ٥٠٤.
(٦) سير أعلام النبلاء ١٨/ ٨٢.


الصفحة التالية
Icon