الصمد يمدّه. وقال عنهما: الظّمئان [النور: ٣٩]، ومذءوما، ومسئولا [الإسراء:
٣٤] بغير مدّ. وحكى المصريون عن ورش وأصحابه: أنهم كانوا يمدّون القرءان أكثر من مدّ نافع، وبالأول قرأت.
١٢٩١ - فإن كان الساكن حرف مدّ أو حرف لين، زيد في التمكين نحو جآء ءال [الحجر: ٦١] «١»، وأتستبدلون [البقرة: ٦١] وفآءو [البقرة: ٢٢٦] وجآءو [آل عمران: ١٨٤] وو بآءو [البقرة: ٦١] ويرآءون [الماعون: ٦] وليسئوا [الإسراء: ٧] وبريئون [يونس: ٤١]، وو قاسمهمآ [الأعراف/ ٢٠]، والموءدة وما أشبهه.
١٢٩٢ - وإن كانت الهمزة مجتلبة للابتداء، نحو: اؤتمن [البقرة: ٢٨٣] ائذن لّى [التوبة: ٤٩] أفتونى [النمل: ٣١] وما أشبهه، أو كانت الألف التي بعد الهمزة مبدلة عن التنوين في حال الوقف: مّآء [البقرة: ٢٢] وغثآء [المؤمنون: ٤١] وجفآء [الرعد: ١٧] وما أشبهه، لم يزد في تمكين حرف المدّ في ذلك؛ لأن همزة الوصل لا توجد إلا في حال الابتداء خاصة؛ ولأن تلك الألف لا تثبت إلا في حال الوقف لا غير. فهما غير لازمتين، فلم يعتدّ بهما في زيادة التمكين لذلك؛ وبهذا الذي ذكرت قرأت على ابن خاقان «٢»، وأبي الفتح «٣»، في رواية أبي يعقوب عن ورش، وحكيا لي ذلك عن قراءتهما، وعلى ذلك جماعة المصريين، ومن دونهم من أهل المغرب.
١٢٩٣ - وقرأت على أبي الحسن «٤» بن غلبون في روايته- بالإسناد المتقدم- بغير زيادة تمكين لحرف المدّ فيما تقدم، سألته عن زيادة التمكين، وإشباع المدّ، فأنكره [و] «٥» بعد جوازه، وإلى ذلك كان يذهب شيخنا علي بن محمد «٦» بن بشر رحمه الله، وسائر أهل الأداء من البغداديين والشاميين.
١٢٩٤ - وقال بعض شيوخنا: هو اختيار من ورش خالف فيه نافعا، يعني الزيادة

(١) في ت، م: (جاءانا) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(٢) من الطريق التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(٣) من الطريق الخامس والسبعين.
(٤) من الطريق السادس والسبعين.
(٥) زيادة ليستقيم السياق.
(٦) ورواية الداني عنه من الطريقين: الثالث والستين، والرابع والستين، وهما من طرق رواية عبد الصمد عن ورش، لا من طرق رواية أبي يعقوب عنه.


الصفحة التالية
Icon