وتخليصه [و] «١» تمكين حرف المدّ وتمطيطه «٢» يتقوى على النطق بها.
١٣٤٦ - وكذا إن ابتدئ بها، ولم توصل بما قبلها من المتحرك والساكن، فبقوة النفس وتوفره عند الابتداء يتقوّى أيضا على النطق بها فتبدو محقّقة «٣» مبيّنة فيه فيستغنى بذلك عن تمكين ما بعدها؛ لأن المعنى الذي في تمكينه من تحقيق الهمزة، وبيانها مستكن في الحرف المتحرك والحرف الساكن الذي قبلها على ما بيّناه.
١٣٤٧ - قال أبو عمرو: ومما يدلّ على نفي إشباع المدّ لحرف اللّين إذا تقدمته الهمزة سوى ما قدّمناه من الدلائل القاطعة والحجج المسكتة أن إشباعه في كثير من الكلم نزول إلى استحالة المعنى ويوقع الإشكال؛ «٤» لخروج اللفظ بذلك من الخبر إلى الاستخبار؛ إذ الفرق بينهما في ذلك يقع بإشباع [المد] «٥»، ولا سيما على رواية الأزرق عن ورش التي [عليها] «٦» عامّة من يرى إشباع المدّ في إبدال الهمزة المتحركة في الاستفهام وغيره ألفا خالصة.
١٣٤٨ - ألا ترى أن قوله: ءامنتم به في الأعراف [٧٦] وءامنتم له في طه [٧١] والشعراء [٤٩] وآلهتنا خير في الزخرف [٥٨] مشبع المدّ حيث كان استخبارا؟ لأن همزة القطع تبدل ألفا على الرواية المذكورة وبعدها ألف مبدلة من همزة الأصل الساكنة، فيلتقي ألفان، فتحذف إحداهما للساكن، ثم يشبع المدّ ليدلّ بذلك على الاستخبار.
١٣٤٩ - كذا قدر ذلك ولخّصه في شرحه إمام دهره في هذه الرواية أبو بكر محمد بن علي الأذفوي رحمه الله، وزعم أن ذلك قياس قول النحويين، وأن قوله:
بمثل مآ ءامنتم به في البقرة [١٣٧] وبالّذى ءامنتم به في الأعراف [٧٦]، وإذا ما وقع ءامنتم به في يونس [٥١] وءالهتنا [الأعراف: ١٢٧] وبعض ءالهتنا بسوء [هود: ٥٤] وشبهه غير مشبع المدّ حيث كان خبرا، فإن أشبع المدّ في الضربين
(٢) في م: (قد يقوى).
(٣) في م: (مخففة)، وهو تصحيف واضح.
(٤) في م: (فخرج). وهو لا يناسب السياق.
(٥) زيادة ليستقيم السياق.
(٦) زيادة ليستقيم السياق.