١٣٧٧ - فأما الميم من قوله: الم* الله لآ إله إلّا هو في أول آل عمران [١، ٢] على قراءة الجماعة سوى الأعشى عن أبي بكر ومن تابعه على إسكانها من الرّواة. ومن قوله: الم* أحسب النّاس في أول العنكبوت [١، ٢] على رواية ورش عن نافع، فاختلف أصحابنا أيضا في زيادة التمكين للياء قبلها في الموضعين:
١٣٧٨ - فقال بعضهم: يزاد في تمكينها ويشبع مطّها؛ لأن حركة الميم عارضة؛ إذ هي للساكنين في آل عمران وحركة الهمزة في العنكبوت، والعارض غير معتدّ به، فكأنّ الميم ساكنة لذلك، فوجب زيادة التمكين للياء قبلها كما وجب في الم* ذلك [البقرة: ١، ٢] والم* غلبت [الروم: ١، ٢] وشبههما، فعاملوا الأصل وقدّروا السكون، وهذا مذهب أبي بكر محمد بن علي «١»، وأبي علي الحسن بن سليمان «٢».
١٣٧٩ - وقال آخرون: لا يزاد في تمكين الياء في ذلك إلا على مقدار ما يوصل به إليها لا غير؛ لأن ذلك إنما كان يجب فيهما مع ظهور سكون الميم، فلما تحرّكت امتنعت الزيادة، بعدم موجبها؛ فعاملوا اللفظ واعتدّوا بالحركة.
١٣٨٠ - والمذهبان حسنان بالغان، غير أن الأول أقيس، والثاني آثر، وعليه عامّة أهل الأداء، وقد جاء به منصوصا إسماعيل النحّاس عن أصحابه، عن ورش، عن نافع، فقال في كتاب اللفظ له عنهم: الم* أحسب النّاس [العنكبوت: ١، ٢] مقصورة الميم، وكذلك حكى محمد «٣» بن خيرون في كتابه عن أصحابه المصريين، عن ورش في السورتين، قال: اللام ممدودة، والميم مقصورة.
١٣٨١ - فأما المدغم من حروف التهجّي فنحو اللام من الم [البقرة: ١] والمر [الرعد: ١] والمص [الأعراف: ١] وكذا كهيعص* ذكر [مريم: ١، ٢] وطسم [الشعراء: ١] ويس* والقرءان [يس: ١، ٢] ون والقلم وما يسطرون [القلم:

(١) الأذفوني.
(٢) الأنطاكي.
(٣) محمد بن عمر بن خيرون، تقدم.


الصفحة التالية
Icon