١٣٨٧ - واختلف في ذلك عن نافع: فروى ورش من غير رواية أبي يعقوب «١» عنه الموافقة لابن كثير، وروى أبو يعقوب عن ورش أداء تحقيق الأولى وإبدال الثانية ألفا محضة، والإبدال على غير قياس إلا أنه سمع وروى، فجاز استعماله في المسموع والمروي لا غير، والمدّ بعد الهمزة المحققة مما أمكن وأشبع، وكذا إن ألقى حركة المحققة على ساكن قبلها، فذهبت من اللفظ على مذهبه، وذلك في نحو قوله: قل ءأنتم أعلم [البقرة: ١٤٠] ورّحيم ءأشفقتم [المجادلة: ١٢، ١٣] وشبهه.
١٣٨٨ - والفصل بالألف مع إبدال الثانية، ومع إلقاء حركة الأولى على الساكن قبلها ممتنع وغير جائز؛ لذهاب كل واحدة منهما من اللفظ رأسا مع ذلك، وهذا الذي حكيناه عن أصحاب ورش، وقدّرناه من مذاهبهم في هذا الضرب، هو ما تلقيناه أداء، دون ما رويناه نصّا.
١٣٨٩ - فأما النصّ فإن أبا الأزهر وداود «٢»، وأبا يعقوب قالوا عنه: كل همزتين منتصبتين التقتا في أول حرف، مثل ءأنتم [البقرة: ١٤٠] أأنذرتهم [البقرة: ٦] ءأرباب [يوسف: ٣٩] ءألد وأنا [هود: ٧٢] فإنه يبين الأولى، ويمدّ الآخرة. لم يزيدوا على ذلك شيئا، ولا ميّزوا كيف التسهيل. وروى إسماعيل «٣»، والمسيّبي، وقالون عنه الموافقة لأبي عمرو، كذا أقرئناه «٤» في مذاهبهم، ولم يزد أصحاب قالون والمسيّبي على قولهم في ذلك مستفهمة «٥» بنبرة واحدة- شيئا.
١٣٩٠ - واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى عنه الحلواني «٦» الموافقة لأبي عمرو أيضا. وروى عنه ابن عبّاد «٧» فيما قرأت أنه حقّق الهمزتين معا، وفصل بينهما بألف مطوّلة، وكذلك روى عنه أحمد بن محمد «٨» بن بكر فيما حدّثنا
(٢) داود بن هارون، وأبو يعقوب هو الأزرق.
(٣) هو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، والمسيبي اسمه إسحاق بن محمد.
(٤) في ت: (أقرأيناه). وهو خطأ واضح.
(٥) في أ (مستفقة) وهو خطأ واضح.
(٦) انظر الطريق/ ٢١٠.
(٧) انظر الطريق/ ٢١٥.
(٨) انظر الطريق/ ٢١٧.