فصل في دخول همزة الاستفهام على ال التعريف
١٤٥٥ - وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل التي معها لام المعرفة نحو قوله: ءآلذّكرين [الأنعام: ١٤٣] ءآلله أذن لكم [يونس: ٥٩] ءآلئن وقد [يونس: ٥١] ءآلله خير [النمل: ٥٩] وشبهه لم تذهب همزة الوصل من اللفظ معها كما تذهب في كل موضع في حال الاتصال بل تثبت معها خاصة، وذلك للدلالة على الفرق بين الاستفهام والخبر؛ إذ الفرق بينهما في ذلك لا يكون إلا بثباتها وانفتاحها «١»، إلا أنها تليّن بإجماع. واختلف علماؤنا في كيفيّة تليينها:
١٤٥٦ - فقال بعضهم: تبدل ألفا خالصة، وجعلوا ذلك لازما لها. هذا قول أكثر النحويين، وهو قياس ما رواه المصريون أداء عن ورش عن نافع.
١٤٥٧ - وقال آخرون: يجعل بين الهمزة والألف لثبوتها في حال الوصل وتعذّر حذفها فيه، فهي كالهمزة اللازمة لذلك، فوجب أن يجري التليين فيها مجراه في سائر الهمزات المتحرّكات بالفتح إذا وليتهنّ همزة الاستفهام والقولان جيّدان.
١٤٥٨ - ولم يحقّقها أحد من أئمة القراءة ولا فصل بينها وبين همزة الاستفهام بألف لضعفها، ولأن البدل يلزمها في أكثر القول، فلم يحتج لذلك إلى تحقيقها ولا إلى الفصل [سبيل] «٢».
١٤٥٩ - فأمّا النصّ بذلك عن المحقّقين: فحدّثنا ابن غلبون «٣»، قال: حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سهل، قال: حدّثنا علي بن محصن، قال حدّثنا عمرو،/ عن حفص وعن عاصم قال: ءآلذّكرين [الأنعام: ١٤٣] الحرفان يمدّ الألف فيهما ولا يهمزان ءآلله أذن لكم [يونس: ٥٩] غير ممدود الألف.
١٤٦٠ - أخبرني محمد «٤» بن سعيد قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد، عن علي بن زيد «٥»،
(١) في ت، م: (ولانفتاحهما) وهو غير مستقيم.
(٢) زيادة ليستقيم السياق.
(٣) انظر إسناد الطريق/ ٣٠٤. وهو صحيح.
(٤) صدر الإسناد قبل علي بن يزيد تقدم في الفقرة/ ٤١١. وأما علي بن يزيد فهو ابن كيسة.
وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(٥) في ت، م: (زيد). وهو خطأ؛ لأنه لا يعرف في رواة سليم. انظر غاية النهاية ١/ ٣١٨.
(٢) زيادة ليستقيم السياق.
(٣) انظر إسناد الطريق/ ٣٠٤. وهو صحيح.
(٤) صدر الإسناد قبل علي بن يزيد تقدم في الفقرة/ ٤١١. وأما علي بن يزيد فهو ابن كيسة.
وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(٥) في ت، م: (زيد). وهو خطأ؛ لأنه لا يعرف في رواة سليم. انظر غاية النهاية ١/ ٣١٨.