وكلهم سكّن الياء من قوله ردءا يصدقني [٣٤] إلا ما حكاه ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتحها، وذلك خطأ منه من جهتين:
إحداهما: أنه مجزوم، ومن قول أبي عمرو بإجماع عنه إسكان الياء منه طالت الكلمة أو قصرت. والثانية: أن الكلمة التي هي فيها على ستة أحرف معها، ومن مذهبه في قول الزيديين وأبي شعيب وأبي عمر وأبي خلّاد وغيرهم عن اليزيدي عنه إسكانها إذا طالت الكلمة وكانت معها على خمسة أحرف في الرسم فما فوق ذلك، فإذا كانت معها على أربعة أحرف فما دون ذلك فتح الياء، وذلك إذا لقيت همزة مفتوحة أو مكسورة لا غير، وقد نقض ذلك في مواضع أوجبته وقد أتينا على البيان عن ذلك في كتابنا المصنّف في الياءات «١».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة:
هي قوله: إني أخاف أن يكذبون [٣٤] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «٢» بلا خلاف، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون «٣»، وذلك قياس رواية العثماني عنه، وحذفها الباقون «٤» في الحالين. وكذلك حكى ابن شنبوذ عن النحّاس عن الأزرق، وأحمد بن التائب عن أصحابه عن ورش، وهو غلط منهما، والله أعلم.
(١) انظر: (غاية النهاية) ١/ ٥٠٥.
(٢) وحده من الرواة. انظر: المصدرين السابقين.
(٣) رواية عنه بإثبات الياء كورش، ولم تشتهر عنه.
(٤) وقالون في روايته المقروء بها. ولله الحمد والشكر وبه نهتدي ونستعين.