في موضع الثقل دلّ دلالة قاطعة على أنهما لا يستعملانه في موضع الخفّة «١».
والجهة الثالثة:
أن المصنّفين إنما ترجموا عنهما وعن أبي عمرو بترجمة واحدة وقرّبوها «٢» به مع اختلاف مذهبهما ومذهبه في الفصل لما كانوا متفقين على التسهيل لا غير، وذلك منهم على طريق التقريب لمذاهبهم في ذلك لا على جهة التحصيل والتحقيق لها فيه.
ألا ترى أنهم قد أدرجوا معهم في الترجمة ابن كثير وهو ممّن لا يفصل بإجماع وكذلك قال «٣» حفص وابن ذكوان سواء.
وقد اختلف قول ابن مجاهد في الترجمة عن ابن كثير في ذلك فقال لنا محمد بن أحمد عنه في كتاب السبعة ءاعجمي [٤٤] ممدودة «٤» وقال لنا في كتاب المكيّين وفي الجامع قال لي قنبل: أعجمي مقصورة بغير مدّ ولم يرد بقوله: بغير مدّ أنه على لفظ الخبر فيما أظنه بل أراد «٥» بذلك أنه لا يفصل بألف إذ بالفصل يحصل المدّ المشبع والله أعلم.
على أن أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل «٦» وأبا طاهر بن أبي هاشم قد رويا ذلك عنه عن قنبل بالقصر على لفظ الخبر وما رواه في كتاب السبعة هو الصحيح، وبذلك [٢٢٢/ أ] قرأت من جميع الطرق عنه وبه آخذ، وقال الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وابن مخلد عن البزّي: مستفهمة بهمزة واحدة، وكذا قال الجماعة عن قنبل وعن البزّي، وقال الحلواني عن القوّاس: يستفهم بهمزة مطوّلة، وروى
(٢) كذا في (ت)، وفي (م) " وقد توها به"، ولعل الأولى" وقرنوها به".
(٣) كذا في النسختين، ولعلها" وكذا قول".
(٤) في السبعة ص ٥٧٦:" بهمزة ممدودة".
(٥) في (م) " المراد".
(٦) ابن الحسن بن البختري، أبو بكر العجلي، مقرئ ثقة ضابط، قرأ على ابن مجاهد وغيره، مات سنة ٣٥٥ هـ. غاية ١/ ٦٦.