والبصري، والشامي «١».
فالمدني الأول: رواه نافع بن أبي نعيم- رحمه الله- عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع «٢» وشيبة بن نصاح «٣» وبه أخذ القدماء من أصحاب نافع «٤».
والمدني الأخير، فهو الذي رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري «٥» عن

أ- يحتاج لمعرفة الفواصل لصحة الصلاة، فقد قال الفقهاء فيمن لم يحفظ الفاتحة فإنه يأتي بدلها بسبع آيات...
ب- كون هذه المعرفة سببا لنيل الأجر الموعود به على عدد مخصوص من الآيات...
ج- الاحتياج إلى هذا العدد في معرفة ما يسن قراءته بعد الفاتحة في الصلاة حيث لا تحصل السنة إلا بقراءة ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة...
د- اعتباره لصحة الخطبة فقد أوجبوا فيها قراءة آية تامة.
هـ توقف معرفة الوقف المسنون على هذا العلم، فالوقف على رءوس الآي سنة.
واعتبار ذلك في الإمالة، فإن من القراء من يوجب إمالة رءوس آي سور خاصة.
راجع الإتقان (١/ ١٩٦) والتبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن (ص ١٧٥) فما بعدها، ومناهل العرفان (١/ ٣٤٤) ونفائس البيان (ص ٢).
(١) انظر: البيان للداني ورقة (٢٢) والتبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن (ص ١٧٠).
(٢) أبو جعفر القارئ المدني المشهور، المخزومي مولاهم أحد القراء العشرة اسمه يزيد بن القعقاع بن شبرمة وقيل: جندب بن صيرور، وقيل فيروز، ثقة من الرابعة. مات سنة ١٢٧ هـ وقيل غير ذلك. التقريب (٢/ ٦٠٤) ومعرفة القراء الكبار (١/ ٧٢) ومشاهير علماء الأمصار (٧٦) والميزان (٤/ ٥١١) وكنى مسلم (١/ ١٧٤) والجرح والتعديل (٩/ ٢٨٥) وتاريخ الثقات (٤٨٠) وغاية النهاية (٢/ ٣٨٢).
(٣) بكسر النون بعدها مهملة وآخرها مهملة- ابن سرجس بن يعقوب القاري الإمام المدني القاضي ثقة أحد شيوخ نافع في القراءة، من الرابعة، مات سنة ١٣٠ هـ. التقريب (١/ ٣٥٧)، ومعرفة القراء الكبار (١/ ٧٩) وتاريخ الثقات (٢٢٤) ومشاهير علماء الأمصار (١٣٠) وغاية النهاية (١/ ٣٢٩).
(٤) وهذا هو ما يرويه أهل الكوفة عن أهل المدينة بدون تعيين أحد منهم، بمعنى أنه متى روى الكوفيون العدد عن أهل المدينة بدون نسبة أحد منهم فهو عدد المدني الأول، وهو المروي عن نافع عن شيخيه أبي جعفر وشيبة، وعدد آي القرآن عندهم ٦٢١٧، وروى أهل البصرة عدد المدني الأول عن ورش عن نافع عن شيخيه، والحاصل أن المدني الأول هو ما رواه نافع عن شيخيه، لكن اختلف أهل الكوفة والبصرة في روايته عن المدنيّين، فأهل الكوفة رووه عن أهل المدينة بدون تعيين أحد منهم، ورواه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه، وعدد آي القرآن عندهم ٦٢١٤ اه. نفائس البيان (ص ٦) وراجع التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن (ص ١٧٠).
(٥) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني المقرئ أبو إسحاق، نزل بغداد ونشر بها علمه، وأقرأ بها، وهو ثقة مأمون، توفي ببغداد سنة ١٨٠ هـ. معرفة القراء الكبار (١/ ١٤٤) وتاريخ بغداد (٦/ ٢١٨) ومشاهير علماء الأمصار (١٤١) والتقريب (١/ ٦٨).


الصفحة التالية
Icon