وابن الزبير «١» «٢».
واختلف في ذلك عن عمر وعلي «٣» وكان أحمد وإسحاق وأبو عبيد «٤» وسفيان وابن أبي ليلى والحسن بن حيي «٥» وابن شبرمة «٦» يخفونها في صلاة الجهر «٧» وكذلك يقول إبراهيم

(١) هو: عبد الله بن الزبير وقد تقدم روى الخطيب البغدادي عنه الجهر، وروى ابن المنذر عنه ترك الجهر. انظر نصب الراية (١/ ٣٥٧).
(٢) ذكر الزيلعي أن الكذب كثر على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه في أحاديث الجهر، لأن الشيعة ترى الجهر، وهم أكذب الطوائف، فوضعوا في ذلك أحاديث.
وكان أبو علي بن أبي هريرة- أحد أعيان أصحاب الشافعي- يرى ترك الجهر بها، ويقول: الجهر بها صار من شعار الروافض، وغالب أحاديث الجهر نجد في روايتها من هو منسوب إلى التشيع» اه. من نصب الراية (١/ ٣٥٧).
(٣) روى عبد الرزاق بسنده إلى علي رضي الله عنه أنه كان لا يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*.
انظر: المصنف باب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (٢/ ٨٨) هذا وقد ساق ابن أبي شيبة الآثار الدالة على الجهر بها وعدمه، وهو نحو ما ذكره المصنف.
راجع كتاب المصنف (١/ ٤١٠ - ٤١٢) وراجع كذلك أحكام القرآن للجصاص (١/ ١٣، ١٤).
(٤) قال أبو عبيد: «السنة عندنا هو الإسرار بها في الصلاة» اه فضائل القرآن (ص ١٥١).
(٥) الحسن بن صالح بن صالح بن حيي الهمداني- بسكون الميم- الثوري ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع من السابعة، مات سنة ١٩٩ هـ وكان مولده سنة ١٠٠ هـ. التقريب (١/ ١٦٧) وانظر صفة الصفوة (٣/ ١٥٢) وفيه مات سنة تسع وستين ومائة.
(٦) عبد الله بن شبرمة- بضم المعجمة وسكون الموحدة وضم الراء- ابن الطفيل، أبو شبرمة الكوفي القاضي ثقة فقيه من الخامسة مات سنة ١٤٤ هـ. التقريب (١/ ٤٢٢) ومشاهير علماء الأمصار (ص ١٦٨).
(٧) وقد ذكر القرطبي أقوال العلماء في البسملة- وهو نحو كلام السخاوي- ثم قال:
«والقول بالإسرار قول حسن، وعليه تتفق الآثار ويخرج به من الخلاف في قراءة البسملة» اه الجامع لأحكام القرآن (١/ ٩٦).
ويقول ابن كثير:- «بعد أن ذكر أقوال الطرفين- وهي قريبة لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسر ولله الحمد والمنة» اه من تفسيره (١/ ١٧).
وأقول: إن هذا هو القول الوسط، وهو الذي تجتمع به الأدلة ولا تتعارض، ولا مانع من الجهر بها لدرء الفتنة عند مظنة وقوعها ما دام في الأمر سعة والله أعلم. وراجع زاد المعاد في هدى خير العباد لابن القيم (١/ ٢٠٦).


الصفحة التالية
Icon