وهذا حديث لا خلاف في صحته وثقة رواته، والكلام على هذا الحديث من وجهين:
أ- قول الأئمة. ب- والمعنى.
أما قول الأئمة، قال يحيى بن معين «١»: العلاء بن عبد الرحمن ليس حديثه بحجة «٢»، وهو وسهيل «٣» قريب من السواء.
وقال أحمد بن حنبل:- رحمه الله- هو عندي أقوى من سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو «٤»، وقال ابن أبي خيثمة «٥»: سمعت يحيى بن معين يقول: العلاء بن عبد الرحمن ليس بذاك «٦» لم يزل الناس ينفون «٧» حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي «٨» روى عن العلاء الثقات، وأنا أنكر من حديثه أشياء «٩»

(١) يحيى بن معين بن عون الغطفاني مولاهم، أبو زكريا البغدادي ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل من العاشرة، مات بالمدينة المنورة سنة ٢٣٣ هـ. التقريب (٢/ ٣٥٨) وانظر الميزان (٤/ ٤١٠) والجرح والتعديل (٩/ ١٩٢).
(٢) تقدمت ترجمة العلاء، وراجع ما قاله علماء الجرح والتعديل في حقه، في كتاب الجرح والتعديل (٦/ ٣٥٧) وميزان الاعتدال (٢/ ١٠٢) وهو نحو كلام السخاوي هنا.
(٣) سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان، أبو يزيد المدني، صدوق تغير حفظه بآخره، روى له البخاري مقرونا وتعليقا، من السادسة مات في خلافة المنصور، وتوفي المنصور سنة ١٥٨ هـ كما سبق. انظر:
التقريب (١/ ٣٣٨) والميزان (٢/ ٢٤٣).
(٤) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني شيخ مشهور حسن الحديث، صدوق له أوهام من السادسة، مات سنة ١٤٥ هـ على الصحيح. التقريب (٢/ ١٩٦) وراجع الجرح والتعديل (٨/ ٣٠)
والميزان (٣/ ٦٧٣).
(٥) محمد بن زهير (أبي خيثمة) بن حرب بن شداد النسائي ثم البغدادي، أبو بكر مؤرخ ثقة حافظ للحديث، راوية للأدب، بصير بأيام الناس مولده ووفاته في بغداد (١٨٥ - ٢٧٩ هـ) وقيل غير ذلك. انظر البداية والنهاية (١١/ ٧١) والفهرست لابن النديم (ص ٣٢١) والأعلام (١/ ١٢٨).
(٦) في ظ: في ذلك.
(٧) هكذا في النسخ. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: لم يزل الناس يتقون حديثه.
(٨) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، حافظ للحديث، من أقران البخاري ومسلم، من الحادية عشرة (١٩٥ - ٢٧٧ هـ). التقريب (٢/ ١٤٣) وتاريخ بغداد (٢/ ٧٣) والبداية والنهاية (١١/ ٦٣) والرسالة المستطرفة (١٠٤)، والأعلام (٦/ ٢٧).
(٩) انظر: الجرح والتعديل (٦/ ٣٥٨).


الصفحة التالية
Icon