قلت: وقد ذكر الحديث الذي ذكره الغزالي الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات، وذكر أنه روي من حديث أنس، ولفظه:
" تفترق أمتي على سبعين، أو إحدى وسبعين فرقة كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة ".
قالوا: يا رسول الله، من هم؟
قال: " الزنادقة، وهم القدرية ".
أخرجه العقيلي، وابن عدي، ورواه الطبراني أيضا،
قال أنس: كنا نراهم القدرية.
قال ابن الجوزي: وضعه الأبرد بن أشرس، وكان وضاعا كذابا، وأخذه منه ياسين الزيَّات، فقلب إسناده وخلطه، وسرقه عثمان بن عفان القرشي، وهؤلاء كذابون متروكون، وأما الحديث الذي أخبر النبي - ﷺ - أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار، فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وأبي الدرداء، ومعاوية وابن عباس، وجابر وأبي أمامة، وواثلة وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، فكل هؤلاء قالوا: واحدة في الجنة، وهي الجماعة.
ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يعول عليه دون الحديث المكذوب على النبي - ﷺ - والله أعلم.