ثمّ كشف اللثام عن مقامه في الآخرة
فقال تعالى:
﴿... وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ ص ٢٥
أقول يا داوود
طبتَ حيًّا وميِّتا
هذا ما أفهمه من القرآن الكريم...
كل هذه الأوصاف تصحح فهم الذين ظلموا هذا النبيّ وتقوّلوا عليه
فما معنى الآيات إذن؟
وما
خبرالخـ ـــــــــصمان؟
أقول:
سيّدنا داوود عليه الصَّلاة والسَّلام
كان نبيّا وكان مَلِكًا
وكلاهما عبء ثقيل
فكيف يقسم وقته..........................
بين مطالب الرسالة وواجب الملك؟ ؟
أضف إلى ذلك انّه كان يأكل من عمل يده...
ومن أشق الأعمال البدنية...
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ سبأ ١٠ - ١١
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ: أي دروعا سابغات
وقدر في السّرد (إشارة إلى دقة صناعته)
فكيف يقسم الوقت بين:
النبوة...
والملك..
والمصنع.. ؟
لقد أعطى
العبادة يوما لا يخرج فيه من المحراب
وأعطى الملك والمصنع يوما
ولكن الله تعالى أراد أن يعرّف داوود أنه في اليوم الذي يخلو فيه
للعبادة يقع بين الناس مظالم تحتاج إلى عدل داوود
فمكَّن الله الرجلين (الخصمين) من الدخول عليه في يوم المحراب
يوم العبادة
وشرح أحدهما قصته واظهر ما فيه من ظلم أخيه له
وكيف أنّه وهو الثَّري صاحب النعاج الكثيرة يطلب من أخيه
الفقير أن يعطيه نعجته...
ففصل داوود بين المتخاصمين...
وتنبَّه أن الرعية يحدث بينها مظالم كثيرة في يوم العبادة فلا
يجد المظلوم من يدافع عنه...
إن الصُّلح بين الناس
ونصرة المظلوم أفضل من عبادة المحراب
فظن داوود أنمَّا فتناه وشغلناه بعبادة المحراب عن نصرة المظلوم..
فاستغفر ربه
وخرّ راكعا
وأنـ ــــــــــــــــــاب


الصفحة التالية
Icon