(٢٩) لَيَفْتِنُونَكَ = يصرفوك
وقال تعالى: في سورة طه
﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ
فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾

الآية ٤٠
ومننَّا عليك حين تمشي أختك تتبعك ثم تقول لمن أخذوك: هل أدلكم على من يكفُله، ويرضعه لكم؟ فرددناك إلى أمِّك بعد ما صرتَ في أيدي فرعون؛ كي تطيب نفسها بسلامتك من الغرق والقتل، ولا تحزن على فَقْدك، وقتلت الرجل القبطي خطأ فنجيناك من غَمِّ فِعْلك وخوف القتل، وابتليناك ابتلاء، فخرجت خائفًا إلى أهل "مدين"، فمكثت سنين فيهم، ثم جئت من "مدين" في الموعد الذي قدَّرناه لإرسالك مجيئًا موافقًا لقدر الله وإرادته، والأمر كله لله تبارك وتعالى.
فائدة
وقال آخرون معنى ذلك أخلصناك
ذكر من قال ذلك حدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وفتناك فتونا أخلصناك إخلاصا حدثنا ابن المثنى قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن يعلى بن مسلم قال سمعت سعيد بن جبير يفسر هذا الحرف
(٣٠) فَتَنَّاكَ فُتُوناً = أخلصناك إخلاصا
أنظروا رحمكم الله تعالى
كيف أن الله تعالى
حفظ سيدنا موسى في طفولته
ورباه في بيت عدوه
وألقى محبته بين الناس
ونجاه من القتل
وذهب به إلى مدين وزوجه تعالى بنت سيدنا شعيب
وأمدّه بالقوة وأعطاه الآيات
وشدّ عضده بأخيه بسيّدنا هارون
وكلمه تعالى بلا حجاب
وأيده بالآيات
وفلق البحر له فاهلك عدوه
وأعطاه الوجاهة
واصطنعه لنفسه تعالى
﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾
طه - ٤١
وأنعمتُ عليك - يا موسى - هذه النعم اجتباء مني لك، واختيارًا لرسالتي،
والبلاغ عني، والقيام بأمري ونهيي.


الصفحة التالية
Icon