فليمل سعيد وليكتب زيد) «١».
ولعل عثمان رضي الله عنه أمد اللجنة بعدد آخر من الصحابة لمساعدتها في نسخ المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار كما تشير إلى ذلك رواية ابن سعد، وابن أبي داود: أن محمد بن سيرين قال: إن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش، والأنصار، فيهم: أبي بن كعب «٢»، وأبو عامر جد مالك بن أنس، وكثير بن أفلح، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم «٣».
إلا أن ابن حجر لم يذكر إلا أسماء تسعة منهم، وقد أسقط في عدده عبد الله بن عمرو بن العاص، ولكن ذكره السيوطي في الإتقان «٤» فنحن لا نعرف من كتبة الصحف سوى عشرة، أما الاثنان الباقيان، فلم نعرف اسمهما، ولم يطلع على اسمهما الحافظ ابن حجر، ولذا لم يطلع ابن حجر وهو المحقق البارع على اسم الشخص فمن العسير العثور عليه «٥». ولذلك سنعتبر لجنة المصحف لجنة عشرية.
وواضح من تكوين هذه اللجنة لإتمام هذا العمل أن نصفها من قريش، وهم رضي الله عنهم جميعا:
ينظر: فضائل القرآن: ٢٤.
(٢) إلا أن بعض الباحثين يشك في مشاركة أبي رضي الله عنه في لجنة نسخ المصحف، وذلك بسبب الاختلاف في سنة وفاته، فكثير منهم يرجح وفاته في زمن عمر رضي الله عنه، كما سيأتي بعد قليل.
(٣) ينظر: كتاب المصاحف: ١/ ٢٢١؛ نكت الانتصار للباقلاني: ٣٥٨؛ لطائف الإشارات للقسطلاني: ١/ ٦١.
(٤) ينظر: فتح الباري: ٩/ ٢٢ - ٢٣؛ الإتقان للسيوطي: ١/ ١٣١.
(٥) ينظر: فتح الباري: ٩/ ٢٣؛ تاريخ القرآن، د. عبد الصبور شاهين: ١١٥.