قال: نزل علي القرآن على ثلاثة أحرف) «١».
قال أبو عبيد أيضا: (والأحرف لا معنى لها إلا اللغات مع أن تأويل كل حديث منها بين في الحديث نفسه، ألا ترى أن عمر قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ الفرقان على غير ما أقرأ... ) «٢».
نفهم من هذا أن أبا عبيد لم يأخذ برأي من قال: إن قراءة القرآن على سبع لغات كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر، وعند ما اختلفوا بالقراءة وكادت تفترق الأمة، جمعهم عثمان رضي الله عنه على العرضة الأخيرة، بل نراه خالف هذا الرأي وقال في موضع آخر: (ولا نرى المحفوظ إلا سبعة أحرف لأنها المشهورة، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة سواهما، وكذلك إلى السبعة) «٣».
وقال صاحب الكلمات الحسان: (وإن المصاحف قد اشتملت بالفعل على كل ما تواتر من الأحرف السبعة، ولم تترك منه شيئا، وهذا هو الذي جمع عثمان الناس عليه، ومنعهم عما سواه، ووافقه على ذلك الأصحاب وأجمعوا
(١) فضائل القرآن لأبي عبيد: ٢/ ١٦٨.
(٢) فضائل القرآن: ٢/ ١٧٥؛ وينظر: من حديث في صحيح البخاري، باب نزل القرآن على سبعة أحرف، رقم (٤٧٠٥): ٤/ ١٩٠٩.
(٣) فضائل القرآن: ٢/ ١٦٨.