أ- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سمع النبي ﷺ رجلا يقرأ في المسجد، فقال: رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا)، وزاد عباد بن عبد الله «١»: عن عائشة: (تهجد النبي ﷺ في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقال: يا عائشة أصوت عباد هذا؟ قلت: نعم، قال:
اللهم ارحم عبادا) «٢».
ب- حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (سمع رسول الله ﷺ رجلا يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا) «٣».
إن احتجاجهم بهذا الحديث وبجميع ألفاظه لا ينهض حجة لهم فيما زعموا من الشك في الأصل الذي قامت عليه كتابة القرآن وجمعه، بل الأصل سليم قويم وهو وجود هذه الآيات مكتوبة في الوثائق التي استكتبها الرسول ﷺ ووجودها محفوظة في صدور أصحابه الذين تلقوها عنه، والذين بلغ عددهم مبلغ التواتر، وأجمعوا جميعا على صحته- كما بينا في ثنايا البحث من الفصل الأول
(٢) صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب شهادة الأعمى، رقم (٤٧٥٠): ٤/ ١٩٢٢؛ وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضائل القرآن، رقم (٧٨٨): ١/ ٥٤٣.
(٣) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب نسيان القرآن، رقم (٤٧٥١): ٤/ ١٩٢٢؛ وصحيح مسلم، صلاة المسافرين وقصرها، باب فضائل القرآن والأمر بتعهده، رقم الحديث (٧٨٨): ١/ ٥٤٣.