القضاء بعد الحديبية، ولم يظهر إسلامه إلا يوم الفتح سنة ٨ هـ. وهو أخو أم حبيبة رضي الله عنهما. روى عن النبي ﷺ وعن أبي بكر وعمر وأم حبيبة رضي الله عنهم، وروى الحديث عن غيرهم. كما روى عنه خلق من الصحابة والتابعين، منهم ابن عباس وعبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني «١».
تولى كتابة الرسائل فيما بين النبي ﷺ وعرب البادية، قال المدائني: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية بكتب للنبي ﷺ فيما بينه وبين العرب، وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان كاتبا للوحي «٢». قال البلاذري: كتب له بعد إسلامه عام الفتح. وقال المسعودي: كتب له معاوية قبل وفاته ﷺ بأشهر «٣».
تجمع الروايات على أن معاوية كتب الرسائل والوحي، وكان هو وزيد بن ثابت ملازمين للكتابة بين يدي النبي ﷺ في الوحي وغيره.
وفي مسند الإمام أحمد- وأصله في مسلم- عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ادع لي معاوية، وكان كاتبه) «٤».
وقد ولاه الفاروق رضي الله عنه الشام بعد أخيه يزيد رضي الله عنهما، وأقره عثمان رضي الله عنه، وكان إذا رآه يقول: هذا كسرى العرب، وقال عنه الفاروق أيضا:
تعجبون من دهاء هرقل وكسرى، وتدعون معاوية «٥».
(٢) المصدر نفسه: ٣/ ٤٣٤؛ وينظر: فتوح البلدان: ٦٦٣؛ وتاريخ الأمم والملوك: ٢/ ٤٢١.
(٣) التنبيه والإشراف: ٢٤٦.
(٤) مسند الإمام أحمد، مسند ابن عباس رضي الله عنهما، حديث رقم (٢٦٥١): ١/ ٩١؛ صحيح مسلم، كتاب الحج، باب التقصير في العمرة، حديث رقم (١٢٤٦):
٢/ ٩١٣.
(٥) الإصابة: ٣/ ٤٣٤؛ وينظر: مجلة المؤرخ العربي العدد ٤ لسنة ١٩٧٧: ٢٠٢.