النبوية وتشير الروايات إلى أن ورقة بن نوفل كان يكتب الكتاب العربي والكتاب العبراني «١». وحين قاطعت قريش النبي ﷺ والمسلمين في بداية الدعوة بمكة كتبوا كتابا بذلك وعلقوه في جوف الكعبة «٢».
أما الخط في المدينة (يثرب)، فقد قال علماء السيرة: إن النبي ﷺ دخلها وكان فيها يهودي يعلم الصبيان الكتابة، وكان فيها بضعة عشر من الرجال يعرفون الكتابة ومنهم سعيد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وزيد بن ثابت، فكانوا يعرفون الخط الحجازي المأخوذ من الحيرى، وأول من نشر الكتابة بطريقة عامة هو الرسول الكريم محمد ﷺ بعد الكتاب، وجعل فدية الكاتبين منهم أن يعلم كل واحد منهم عشرة من صبيان المدينة، ففعلوا ذلك، وانتشر الخط بالتدريج من ذلك الحين في المدينة «٣».
أما القرآن الكريم، فقد كتب في المصاحف بالكتابة العربية المتداولة حاليا والتي تتألف من ثمانية وعشرين حرفا، وكانت تمتاز بمميزات وخصائص، فالحروف ليست معجمة آنذاك «٤»، والحركات غير مرسومة إلى جانب مميزات أخرى، تتمثل في حذف حروف المد أحيانا، أو رسم التاء المدورة مبسوطة،
(٢) ينظر: الطبقات الكبرى لابن سعد: ١/ ٢٠٨؛ وتاريخ القرآن، د. عبد الصبور شاهين: ٦٧.
(٣) ينظر: تاريخ القرآن للزنجاني: ٢٧؛ ومراحل كتابة القرآن وجمعه، مقال لمحمود شكر الجبوري في مجلة (دراسات إسلامية) يصدرها بيت الحكمة في بغداد، العدد السادس- السنة الثانية ١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠١
م: ٦.
(٤) المراد بالإعجام: تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقط لمنع اللبس، والمراد بالنقط (الشكل)، ووضع علامات تدل على حركات الحروف. ينظر: تاريخ القرآن، د. عبد الصبور شاهين: ٦٨.