جبل)، قال: لا أدري بدأ بأبيّ أو بمعاذ بن جبل «١».
ب- وردت هذه الرواية في صحيح البخاري في وضع آخر عن طريق حفص بن عمر بسنده عن مسروق ولكن بلفظ: (خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب) «٢».
ج- ووردت هذه الرواية في صحيح مسلم بلفظ: (اقرءوا القرآن من أربعة نفر... ) الحديث «٣».
دلالة الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (استقرءوا القرآن من أربعة) أو (خذوا القرآن من أربع) أي:
تعلموه منهم، والأربعة المذكورون، اثنان من المهاجرين وهما عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، واثنان من الأنصار وهما: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب. وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة «٤».
وقال الإمام النووي، وابن حجر، فيما معناه: وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا لألفاظه، وأتقن لأدائه، وإن كان من غيرهم أفقه لمعانيه، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه ﷺ وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض. أو لأن هؤلاء تفرغوا لأن يؤخذ عنهم، وأنه ﷺ أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته ﷺ من تقدم هؤلاء الأربعة وتمكنهم وأنهم أقعد من
٣/ ١٣٧٢.
(٢) صحيح البخاري، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث (٤٧١٣: ٤/ ١٩١٢.
(٣) صحيح مسلم، فضائل عبد الله بن مسعود، رقم الحديث (٢٤٦٤): ٤/ ١٩١٤.
(٤) انظر: فتح الباري: ٩/ ٥٧.