متماثلين كانا أو متقاربين، فالإظهار لا يجوز فيهما، وذلك نحو التاء في الطاء في قوله تعالى: وَقالَتْ طائِفَةٌ [آل عمران ٧٢]، والتاء في الدال في قوله تعالى: أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ [الأعراف ١٨٩]، والدال في التاء في قوله تعالى:
قَدْ تَبَيَّنَ [البقرة ٢٥٦].
فإذا لم تكن الحروف متفقة في المخارج اعتبر ذلك، فإن بعد ما بين الحرفين لم يجز الإدغام، نحو ما بين حروف الحلق وحروف طرف اللسان، وما بين حروف الحنك وحروف الشفتين، وما أشبه ذلك.
وإذا تقاربت بعض القرب، ففي هذا الجنس يقع الاختلاف بين القراء.
وجملة الاحتجاج عليه أن من أدغم شيئا منها، فإنه أراد التخفيف، وساغ له ذلك بسبب تقارب مخارج الحروف التي أدغمها؛ ولم يراع ذلك من أظهر، وقال:
إنما يدغم أحد الحرفين في الآخر إذا كانا من مخرج واحد، فإذا افترقا في المخرج وبعد ما بينهما قليلا، فلا حاجة بنا إلى الإدغام، إذ الإظهار هو الأصل.» «١»
- وجعلوا مخارج الحروف على الاختصار ثلاثة: الحلق، والفم، والشفتان.
فأما حروف الحلق فستة: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء.
وأما حروف الفم فثمانية عشر حرفا: القاف، والكاف، والشين، والجيم، والياء، والضاد، واللام، والنون، والراء، والطاء، والدال، والتاء، والزاي، والصاد، والسين، والظاء، والثاء، والذال.
غير أنه قرئ: لنظّر كيف تعملون [يونس ١٤]، وكذلك نجّي المؤمنين [الأنبياء ٨٨]، وحمله بعضهم على الإدغام، وذكروا ضعفه، لبعد ما بين النون وكل من الظاء والجيم.
انظر إعراب السبع: ٢/ ٦٧، والحجة (ع): ٥/ ٢٥٩، والمحتسب: ١/ ٣٠٩، والحجة (ز):
٤٦٩ - ٤٧٠، والكشف: ٢/ ١١٣، والهداية: ٢/ ٤٢٦، والموضح: ٢/ ٨٦٦، وإعراب الشواذ: ١/ ٦٤٠، ٢/ ١١٤.