والثاني: إلقاء الحركة، وذلك إن كان قبل الهمزة ساكن غير ألف، وغير حرف مدّ ولين زائد؛ فهذا تلقى فيه حركة الهمزة على ما قبلها، فيتحرك ما قبلها بحركتها وتحذفها.
والثالث: بين بين، وذلك في كل همزة متحركة قبلها ألف أو حرف متحرك؛ إلا المفتوحة التي قبلها ضمة أو كسرة، فإنها تجري على البدل.» «١»
- التخفيف السماعي:
- نحو قوله تعالى: أَرَأَيْتُمْ [الأنعام ٤٦]، وقوله تعالى: أَرَأَيْتَ [الكهف ٦٣]، قرأ الكسائي: (أريتم) و (أريت) بغير همز. قال أبو علي:
«وأما قول الكسائي: (أريتم) و (أريت)، فإنه حذف الهمزة حذفا على غير التخفيف؛ ألا ترى أن التخفيف القياسي فيها أن تجعل بين بين كما قرأ نافع، وهذا حذف للتخفيف، كما قالوا: ويلمّه «٢»، وكما أنشد أحمد بن يحيى «٣»:
إن لم أقاتل فالبسوني برقعا............... «٤»
وكقول أبي الأسود «٥»:

(١) الكشف: ١/ ١١٥ باختصار وتصرف يسير.
(٢) في أصله ثلاثة أقوال: وي لأمّه (الكتاب: ٣/ ٥)، ويل لأمّه (الخصائص: ٣/ ١٥٠)، ويل أمّه (الإنصاف: ١/ ٣٤١).
(٣) لم أقف على قائله، والبيت في الحجة (ع): ٣/ ٢١١، ٣٠٧، ٦/ ٣٤٠؛ والمحتسب:
١/ ١٢٠؛ والخصائص: ٣/ ١٥٠؛ والهداية: ١/ ٦٦، ٢/ ٢٧٧.
(٤) وبعده:
وفتخات في اليدين أربعا
فالبسوني: أراد فألبسوني، والبرقع: قناع النساء، والفتخات: جمع فتخة وهي خاتم يكون في اليد والرجل بفصّ وغير فصّ.
(٥) انظر ديوان أبي الأسود الدؤلي، تحقيق: الشيخ محمد حسن آل ياسين، مكتبة النهضة، بغداد، ط ٢، ١٩٦٤ م، ص ١٣٤. والبيت في الحجة (ع): ٣/ ٢١١، ٣٠٧، ٦/ ٣٤٠؛ والهداية: ٢/ ٢٧٧؛ والموضح: ٣/ ١٣١٣.


الصفحة التالية
Icon